جشع تجار الحروب والأزمات

جشع تجار الحروب والأزمات

  • جشع تجار الحروب والأزمات

افاق قبل 4 سنة

جشع تجار الحروب والأزمات

المحامي علي ابوحبله

.أسوأ ما في أزمة تفشي فيروس كورونا ، ظهور تجار الحروب بكروش مفتوحة ولا تشبع، ففي الوقت الذي يقف به الجميع خلف السلطة الوطنية الفلسطينية وخلف الحكومات وهي تشق طريقها باتخاذ التدابير الاحترازية وإجراءات الوقاية من خطر تفشي فيروس كورونا ، هناك فئة من المتصيدون تجار الموت ، يستغلون حالة الطوارئ ومحنة أوطانهم لرفع الأسعار بدون سبب أو مسوغ قانوني لتحقيق الثراء على حساب قوت المواطن .

نحن هنا نتحدث عن فئتين تمثلان أسوأ ما في الإنسانية من سلوك وانتهازية؛ الأولى تتنفس حقداً وغلاً وكراهية ومؤامرة وتشكيكاً لكل ما تقوم به الدولة، والثانية تقطف عسلاً من جيوب العباد، في استغلال لحاجة الناس الدائمة لأسواقهم وبضائعهم. ولسان حال البعض من الجشعين وتجار الموت "فرصة ولاحت" هذا تماما ما تفهمه وأنت تشاهد الأسعار الخيالية على بضائع بعض التجار المحتكرين لبعض السلع الاساسيه المعروضة في مجالهم، هذا النوع الخاص من البشر ، , فقدو ضمائرهم او باعوها بثمن بخس لتحقيق مكاسب مادية خاصة بهم , نظير قيامهم بأعمال تجارية غير أخلاقية وغير شرعية او إنسانية , تعتمد على استغلال الأحداث والظروف السيئة والصعبة التي تواجه الدول والشعوب في أوقات الحروب والأزمات ، ومن ابرز تجار الحروب وصناع الأزمات اليوم إعلاميين ومثقفين وسياسيين يتصدرون واجهة الأحداث على مختلف القنوات الإعلامية كمحللين ومعلقين على مجريات الأحداث وتوجيهها بما يخدم مصالحهم وأهداف من يستضيفهم على هذه القنوات أو يمولهم ويتكفل بدفع نفقات معيشتهم وإقامتهم , ويسهم هؤلاء الصنف من التجار وصناع الأزمات من خلال كتاباتهم وتحليلاتهم وتعليقاتهم عبر وسائل الإعلام في استغلال الأحداث عبر التهويل والهلع وتعظيم تأثيراتها السيئة على مختلف مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

تجار وصناع الأزمات اليوم رجال أعمال وأصحاب محلات ومراكز تجارية متنوعة, يستغلون تدافع الناس لتأمين احتياجاتهم من بعض السلع كالمواد الغذائية خلال فترة الأزمة الناتجة عن وباء كورونا , فيقومون بإخفاء هذه السلع لبيعها في السوق السوداء بأسعار عالية وتحقيق مكاسب خيالية من ورائها دون أدنى شعور بالمسؤولية او مراعاة لظروف الناس وخصوصا الفقراء وذوى الدخل المحدود في المجتمع , ويعد هؤلاء الفئة من التجار وصناع الأزمات ومستغلي الهلع اشد خطرا في نظري على أبناء المجتمع ,وذلك بحكم تأثير ممارسات هؤلاء الفئة من تجار الحروب والاوبئه وصناع الأزمات بشكل مباشر على حياة الناس ومعيشتهم في ظل الظروف الصعبة والسيئة التي تواجههم إثناء الوباء والحروب والأزمات الناتجة عنها .

أن الإسلام نهى عن الاستغلال والجشع، وحث على ضرورة الإحساس بالآخرين ويقول الله تعالى: ''ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ''البقرة: الآية·188 ،ويطالب بضرورة التأكيد على ترشيد الاستهلاك والحض على الاقتصاد في النفقة والمعيشة والتحذير من التبذير والإسراف، ويطالب بمقاطعة السلع التي يرتفع ثمنها حتى لا يستغل التجار ذلك ويجنون الأموال الطائله· داعيا إلى أن تسود بين أفراد المجتمع قيم التيسير على المعسرين والتكافل والتعاون، ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن أبي قتاده أن أبا قتاده طلب غريماً له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ''من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه''

مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم التاجر الأمين الصدوق، وبين أن مقعده في الجنة مع النبيين والشهداء والصديقين، حيث جاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله في الحديث الذي رواه عنه سعيد بن المسيب رضي الله عنه: " التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ" فأي منزلة هذه التي أنزلها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا التاجر، هي منزلة عليا، ومكانة رفيعة، بجوار النبيين والصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا.

وأخيراً أن الظروف الاستثنائية التي تمر على فلسطين حاليا جراء تبعات فيروس كورونا والأضرار التي بدأت تلحق بالقطاعات التجارية والخدمية تتطلب تعاون الجميع لتجاوزها ، و وجود توجهات رسمية حقيقية لمعالجتها وإزالة المعيقات لإدامة عجلة النشاط التجاري ..

 

التعليقات على خبر: جشع تجار الحروب والأزمات

حمل التطبيق الأن